الثلاثاء، 2 أكتوبر 2007


بعض المعلومات الواردة في هذه المقالة او هذا المقطع لم تدقق و قد لاتكون موثوقة كفاية . يمكنك أن تساعد ويكيبيديا بتدقيق المعلومات و المصادر الواردة في هذه المقالة/المقطع ، قم بالتعديلات اللازمة ، و عزز المعلومات بالمصادر و المراجع اللازمة.
تقع مدينة قَرْطَاج في بلاد تونس بالقرب من مدينة تونس الحاضرة. أسسها الفينيقيون، وأصبحت مركز إمبراطورية كبيرة حكمت شواطئ المغرب الكبير وصقلية وإسبانيا حتى سقوطها في حروب مع الرومان.
كلمة قرطاج كلمة فينيقية الأصل (قرت حدشت קרת חדשת)، و معناها المدينة الجديدة.

قرطاجة تاريخ قرطاج
أسست الأميرة الفنيقية أليسا ((أليسار )) قرطاج عام 814 قبل الميلاد، حسب رواية المؤرخين القدماء. وجاءت الأميرة هاربة مع أصحابها من مدينة صور في لبنان، وسموا المدينة "قَرْتْ حَدَشْتْ"، وتعني "مدينة جديدة"، فأصبح الاسم "قرطاج" عن طريق النطق اللاتنية. كانوا يعبدون خاصة "ملقرت، واسمه يعني "ملك المدينة".
واقعة في مكان مهم بين شرق وغرب البحر الأبيض المتوسط، سهل عليها التجارة، فذهبت سفنها إلى كل أنحاء البحر، من المشرق حتى أبعد من موريتانيا، وأسسوا مدن صفيرة على شواطئ صقلية والمفرب وسردينية واسبانيا. وأيضا بدأوا استعمار بلاد تونس نفسها، فكانوا أصلا يسكنون الشوطئ فقط خوف الحرب مع البربر الذين سكنوا البلاد. فأصبحت المركز التجاري لغرب البحر الأبيض المتوسط كله قبل القرن الخامس قبل الميلاد.

الحروب الصقلية
كان هدف معظم المدن اليونانية هو نفسه هدف قرطاج بالسيطرة على التجارة في البحر الأبيض المتوسط. ولهذا أصبحت بينهما عداوة دائمة. وكلاهما بدأ باستعمار جزيرة صقلية منذ زمن، ولما رأت قرطاج أن جيلون، دكتاتور مدينة سيراقوسة، كان يحاول توحيد المدن اليونانية في صقلية، قررت محاربته في عام 480 قبل الميلاد. فأرسلت جيشا كبيرا بقيادة هملقار، ولكن الكثير من الجيش غرق مع سفنه، فهزم في هيميرا قرب باليرمو، و بسبب الهزيمة انتحر هملقار وتحولت حكومة قرطاج من أرستقراطية إلى جمهورية.

الحرب الصقلية الأولى
بعد أقل من سبعين عام رجعت قرطاج إلى قوتها الأصلية. أنشأت مدن كثيرة في شمال تونس. ففي عام 409 ق م ذهب حنبعل ماجو حفيد حملقار ليحارب ضد مدن صقلية اليونانية وفتح مدن سلينونتي وهيمبرا. كلها، وخاصة المدينة الأقوى سيراقوسة، لكن أصاب الطاعون في جيشه، فمات الكثير منهم و من ضمنهم حنبعل ماجو. استثمر القائد حملكو الحرب، واحتل مدينة جيلا، لكن أثر الطاعون عليهم كثيرا فاتفقوا مع ديونيزيوس ديكتاتور سيراقوسة على العودة إلى ديارهم.
بعد قلبل - في عام 398 ق م - رفض ديونيزيوس اتفاقهم وهاجم على المدينة القرطاجية موتيا في صقلية، فدافع عليها القائد حملكو وبعد نجاحه احتل المدينة اليونانية ميسينا أيضا. أخيرا هاجم على سيراقوسة طول عام 397، لكن عاد الطاعون في 396 فهربوا.
بعد ذالك حاربوا مرات عديدة طول 60 سنة، وانتهت الحروب في 340 ق م بتقسيم الجزيرة بين قرطاج في الجنوب الغربي والمدن اليونانية على الشواطئ الأخرى.

الحرب الصقلية الثانية
في عام 315 ق م أخذ اغاثوقليس (دكتاتور سيراقوسة) مدينة ميسينا، ثم رفض اتفاق السلام بينه وبين قرطاج وهاجم على الجزء القرطاجي لصقلية، وأيضا مدينة اكراغاس. فأرسلت قرطاج حملقار حفيد حنى الطيار ليحاربهم، وكان نجاح عظيم، ففي عام 310 ق م كان يحكم تقريبا كل الجزيرة وكان جيشه حول سيراقوسة نفسها. لكن اغاثوقليس ذهب سرا مع جيش 14000 جندي ليهاجم عن قرطاج نفسها، فدعى مجلس قرطاج حملقار ليعد ويدافع المدينة. فربحت قرطاج جزء كبير من صقلية، لكن حتى بعد نصره على جيش اغاثوقليس لم يقدر على سيراقوسة.

الحرب الصقلية الثالثة
كان بيروس الأبيري ملك يوناني في البانيا دعته المدن اليونانية في جنوب إيطاليا وصقلية ليحكمهم ويدافع عنهم، فبين الأعوام 280 و 275 ق م، حارب عدويه اللدودين روما وقرطاج. خسر في حروبه، فرجعت صقلية إلى ما كانت وحكمت روما كل جنوب إيطاليا، فقربت إلى قرطاج للمرة الأولى.

حروب بيروس الأبيري

الحروب البونية (الرومانية)
لما مات الدكتاتور اغاثوقليس عام 288 ق م، الأجراء الإيطالية في جيشه فقدوا خدمتهم، فغضبوا وحكموا مدينة ميسينا وسموا أنفسهم "ماميرتين" يعني "تابعي اله الحرب" وأخذوا يحاربون على كل مدن صقلية. فبعدما أصبح هييرون الثاني دكتاتور سيراقوسة في عام 265 ق م هاجم عليهم، فأرسل الماميرتين سفير إلى روما ليطلب عونهم، وسفير ثان إلى قرطاج. وأجابت قرطاج وبعثت جيش إلى مدينة ميسينا ومجلس أعيان روما لم تزل تتناق. لكن بعد قليل اتفقوا القرطاجيون مع سيراقوسة، فطلبوا الماميرتين عونة روما ليخرجون جيش قرطاج. لم تقبل روما أن يكون دولة قوية في ميسينا لأنها قريبة جدا إلى جنوب إيطاليا، فقرروا أن يبعثوا جيس لتأييد الماميرتين، وبدأت الحرب البونيقي الأولى.
الجيش الروماني الأول لم يربح، لكن في عام 263 ق م، بعثت روما جيشا ثان، وبعدما أخذت بعض المدن الصقلي، رفض هييرون الثاني اتفاقه بقرطاج وحالف روما. رأت روما أن الحرب أصبحت فرصة لاحتلال صقلية كلها، ولذالك بدأت تبني سلاح البحر. لم يكن في روما أي سفينة في البداية، فصعبت عليها، لكن ازدادت إلى السفن سلاح جديد تسمى الـ"كورفوس" (يعني الغراب) وهو حطب طويلة بزرة تستعمل كجسر لدخول سفن الأعداء. وبها ربحوا في البحر وفي 255 هاجموا على قرطاج نفسها. وتقريبا أسلمت قرطاج، لكن لما سمعوا شروط روما استمرت الحرب وطاردوهم من افريقية، ثم حاربوا الرومان في صقلية وبدأوا حرب ثاني ضد نوميديا في افريقية. ولما كان النصر قريب في صقلية، قرروا أن يرسلوا معظم سفنهم إلى نوميديا في عام 247 ق م، فلم يربح أي واحد في صقلية وقتا طويلا. لكن أخيرا بنت روما سلاح البحر جديد ودمرن صفن قرطاج، فأسلمت قرطاج كل صقلية إلى روما وانتهت الحرب البونيقية اللأولى في عام 241 ق م.

الحرب البونية الأولى
خسروا القرطاجيون مالا كثير للرومان كجزء من اتفاقهم، فلم يكن لهم مال لقبض أجرائهم، ففضبوا وبدأوا حربا ضد قرطاج بعون نوميديا في عام 241 ق م. كان قائدا الأجراء ماثوس اللوبي وسبينديوس العبد الروماني، ويقال أنهم رجموا كل من تكلم عن هدنة، ولهذا أيضا تسمى "حرب لا هدنة". وبعد سنين ربح القائد القرطاجي العظيم حملقار برقة بجند 10000 مواطني قرطاج (وكان معظم الجيش القرطاجي قبل ذالك أجراء وليس مواطنين). وبعد نصره أصبح حملقار برقة رئيس الدولة وذهب ليستعمر اسبانيا.

حرب الأجراء
في عام 236 ق م هاجم حملقار برقة على اسبانيا، وحارب هناك حتى موته في القتال في عام 228. وبعده قاد جيشه عزربعل، وكان حملقار برقة قبل موته في 228 ق م قد فتح اسبانيا حتى نهر الايبرو واتفق مع روما ألا يعبر ذلك النهر. وبعده أصبح قائد الجيش حنبعل ولد حملقار برقة المشهور. كان حنبعل يكره الرومان وظن أنه على قرطاج أن تحتل روما وإلا فستفشل بالكامل. وفي عام 219 هاجم على ساغونتوم، مدينة مستقلة وراء نهر الايبرو، وكذالك رفض اتفاق عزربعل، فبدأ الحرب البونيقية الثانية.

احتلال إسبانيا
بعد ما عبر الايبرو سار حنبعل وجيشه بسرعة، وعبروا جبال الالب في 218 ق م. لما وصلوا إلى إيطاليا دخل في جيشهم كثير من الأجراء والحلفاء من عند قبيلة الگول وهزم الجيوش الرومانية في المنطقة بسهولة، ولما رأوا هذا حالفه الكثير من مدن إيطاليا ومنهم سيراقوسة. في نفس الوقت كان جيش روماني يحارب في اسبانيا. وقرب إلى روما حتى وصل إلى ميناء كابوا في 211 ق م، لكن بعد موت أخوه عزربعل في عام 207 رجع إلى مدينة بروتيوم في جنوب إيطاليا. وأخيرا حالف الرومان الملك النوميدي ماسينيسا وأرسلوا جيشاً ليهجم على افريقيا نفسها، فبعد قليل نجت روما ودخلت اسبانيا كلها في اتفاق السلام، ومنعت قرطاج من أي حرب - حتى ولو كانت في دفاع نفسها - إلا بإذن روما.

الحرب البونية الثانية
في 195 ق م، بعد أن طردوا الرومان حنبعل من قرطاج، أخذ ماسينيسا ملك نوميديا جزءا كبيرا من ما كان ملك قرطاج في افريقيا، من عنابة في الجزائر حتى لفقي في ليببا، وهو يعرف أنهم لا يستطيعون أن يدافعوا على أنفسهم إلا بإذن حليفه روما. في 160 أخذ المزيد من أراضي قرطاج، فبعثت قرطاج سفير إلى روما لتطلب إذنهم الحرب، وأمر روما ماسينيسا أن يرد لقرطاج بعض المدن، لكن لم يكفي في رأي قرطاج، ففي عام 151 ق م، حاربوا ضد ماسينيسا وخسروا بسرعة. وكان فريق كبير في روما يريد تدمير قرطاج شامل - وأشهرهم مارقوس كاتون الذي زار قرطاج في عام 155 ق م وبعد زيارته كان يكمل كل خطاب له في المجلس بصرخة "Carthago delenda est" "علينا أن ندمر قرطاج" - فقالوا أن قرطاج نقضت الاتفاق وهجموا عليها.

حرب ماسينيسا
كان الحرب البونيقية الثالث أسرع من الحروب قبلها. أولا حاصر جنود روما قرطاج طول 3 سنين، وأخيرا نجحوا ودمروا قرطاج تدمير شامل. ذبحوا معظم المدنيين وباعوا الآخرون كعبيد، وحرقوا المدينة ودمروا جدرانها، ويقال أنهم حرثوا الأرض بالملح لكي لا ينمو فيها أي نبات أبدا ولا يسكنها أحد. وانتهت شهرة قرطاج وثبتت إمبراطورية روما.

الحرب البونية الثالثة
لم يبق شيء من قرطاج، لكن موقعها لم تزل من أفضل أماكن البحر الابيض المتوسط لبناية مدينة. وبعد قرون، قرر يوليوس قيسر في عام أن يبني هناك قرطاج جديدة ليسكنها الرومان. وأصبحت قرطاج الجديدة عاصمة افريقية الرومانية. في عام 439 م أخذ غيسريك ملك قبيلة الفاندال الألمانية قرطاج، وحكموها حتى عودة الرومان البيزنطيين 15 أكتوبر 533 بقيادة بيليساريوس. لكن في أواخر سنين الإمبراطورية الرومانية قل عدد سكان افريقية الشمالية، وبعد فتح قرطاج في 698 م أصبحت مدينة قريبة منها تسمى تونس أهم منها، وأخيرا رجع قرطاج أثر غير مسكون، يبنون بها سكان تونس بيوتهم.

قرطاج الجديدة

مجتمع قرطاج
وصف ارسطو حكومة قرطاج في 340 ق م وقال أنها كانت أساسا حكومة أغنياء المدينة، وأن أساس نجاحها كانت نموها اقتصادية الدائمة واستعمارها، فهكذا كل مواطن رأى أن حاله كان يتحسن. وكان أكبرهم الـ"شوفط"، قاض القضات، وقائد الجيوش الذي لم يدخل في حكومة المدينة، وفي القديم أيضا كان لهم ملوك. تحتهم كان مجلس الشيوخ وتحتهم مجلس المدنيين. واختيار الشوفطين والملوك كان حسب حسنهم ومالهم، ولا يرتبط بعائلتهم. وسذكر أرسطو أن من أراد أن يجادل رأي الملوك والشوفطين يستطيع أن يفعل ذالك لما خاطب الملوك والشوفطين الشعب. ولمعظم تاريخهم كان جنودهم أجراء وليس حلفاء، وأحيانا أصبح هذا مشكلة كبيرة كما رأينا.

حكومة قرطاج
كان شعب قرطاج يعبد الأصنام كعادة الكنعانيين، وأهم آلهتهم بعل وملقرت وتنيت. وفي حال خطر كبير للمدينة يبدو أنهم كانوا يرمون أطفالهم في النار قربانا لآلهتهم، وفي الأحوال العادية يذبحون الحيوانات فقط.

فنون قرطاج

المملكة المغربية طنجة ، المملكة المغربية

ليست هناك تعليقات: